عيناها
وقد عقدت العزم على المجئ فى اليوم التالى..
وفى مساء اليوم التالى ارتديت حلة أنيقة وبكرت بالذهاب فوجدت مقعدا شاغرا فى الصف الامامى جلست أنتظر بقلب يدق كمن ينتظر القمر العذب بعد ليال معتمة ..مر زمان بطئ العبور واخيرا فتح الستار بدت كشمس يحتضنها الغروب وكانت لها طلة تطرق ابواب القلوب فى خجل ورأيتها عن قرب ..انسدلت جدائل شعرها على كتفيها وارتسمت على شفتاها ابتسامة ساحرة اما عيناها فقد كانتا رماديتان نجلاوان تشعان دفئا وحنان وكانت اهدابها طويلة كثيفة فألقت ظلالا حانية على وجنتين مخضبتان بدماء الورد ...أفقت من تأملاتى على لحن راحت تعزفه بمهارة كان اللحن حزينا يثير فى النفس الشجن...فطفرت من عينيها دمعة احسستها سالت على خدى انا ..انهت ابداعها ونهضت من كرسيها ورمقتنى بنظرة خلابة..وندت شفتيها عن ابتسامة آسرة تذوب لها القلوب وأسدل الستار..
تنازعتنى رغبة قوية فى ان اذهب اليها من خلف الكواليس لأحييها فإستجمعت شجاعتى ومضيت اليها امشى على استحياء
مددت يدى كى أسلم عليها وانا اقول ..ما أبدع عزفك وأروع الحانك..
لم تمد يدها الى لترد التحية ..وشعرت بالحرج الشديد ولكنها قالت فى أدب جم ..أشكر لك لطفك ورقتك ..
اقبل رجل عجوز وامسك بيدها واصطحبها بعيدا حتى اختفت عن الانظار ...تاركة اياى واقفا فى ذهول وانا أتمتم ..يا الهى ...
فقد كانت عمياء !!