السلام عليكم
لم يكن لديها ما تخشاه إلا ما تخشاه, وقد عرفته واصبحت علي ألفة منه تفكر فيه قليلا وتنساه كثيرا, وتتناساه دائما
تركت اناملها تناسب داخل شعرها في مقدمة الرأس والمرآة امامها, خطرت علي بالها صورة حتي تبين الخيط الابيض من الخيط الاسود, وخشيت ان تكمل عبارة من الفجر, وقد ايقنت ـ وهي المتدينة التي وقر الإيمان في قلبها ـ ان الشعر الأبيض اصبح اكثر إصرارا علي مد عباءته علي مقدمة رأسها, تنهدت كما لو ان خروج الهواء من صدرها قد يبرد ما بقي من هواء داخله.
كانت صغيرة عندما حلمت ان تتزوج وتظلل علي أسرة وتعيش سكينة الدفء, أو دفء السكينة, لكنها الايام مرت وكأنها فرت الي حيث لا تعود كبرت في منصبها الذي اصبح كالبصمة يحاصرها ويقيدها, ويملي عليها نظرتها الي نفسها ونظرة المحيطين بها كرئيسة لهم في العمل الأيام والاعتياد هما أسرع طريقة لمرور السنين حيث لم ينجح اي انسان في ايقافها لمرحلة ما ـ بطريقة الاستوب واتش ـ حتي نعيد استخدامها من عند نفس النقطة, فهي تمر أردنا أم لم نرد.
تنبهت قليلا بعد ان نجحت اناملها في تهذيب تلك الخصلة العاصية في مقدمة شعرها فاحست بقدر من الرضا وراحت تكمل زينتها وتتلمس مظاهر الجمال في عينيها, وخديها, وشفتيها, والله خسارة يابت ياأفراح.
وافاقت قليلا لا ليس خسارة في من يستأهلك, كان الكثيرون يتوددون اليها ثم اصبح التودد إليها مغامرة يجب ان تكون محسوبة بدقة ولم تندم علي شيء وهي أقرب إلي الإعجاب بوضعها المميز ذي الحيثية المرموقة.
انتبهت إليه باهتمام وهو يحدثها في مكتبها الرسمي بجدية ممكن ان أتشرف بزيارتك في البيت مع أهلي لموضوع عساه يكون خيرا وبالرفاء والبنين بإذن الله, المفاجأة سارة ودارت ارتباكها وتمالكت أهلا وسهلا الشرف لنا وكأنها إختزلت العمر والموقف في كلمتين أو أربع
هل كان جرس الباب موصولا إلي أعصابها عندما سمعت صوته وتترحيب الاهل به.. ونظرت الي خصلة شعرها العاصية وتعجبت أن رأتها مستوية في انسجام بهيج مع قسمات وجهها وملامحه المرتاحة.. وسمعت من ينادي عليها من الداخل أين انت ياأفراح.. الكل في انظارك.