كلمـــات دونها الدهر

كلمـــات دونها الدهر

رحلة الكلمات ليست كأي رحلة,وخاصة عندما تعبر الروح برفق ويتنفسها الفؤاد لصادق العبق وقوة المباشرة ويتأملها العقل..
وهنا نتسائل ..!!

كم هي تلك الكلمات التي اخترقت القلوب دون استئذان ؟!
وكم هي الكلمات المجردة من حظوظ النفس تسربلت بالثبات على المبدأ فكان طيب الأثر؟!
وكم هي الكلمات التي تسافر بنا بعيدا بسمو روح من تدثرها فتغرس في النفس الإحسان وحسن الاستجابة؟!

وكم هي تلك الكلمات التي مضت كوميض برق لتصل إلى نفوس وعبر الدهر ومن آلاف السنين ظلت بعبقها و بتأثيرها ؟!!

وكم من الكلمات التي جملها نور القرآن , وهدي سيد ولد عدنان فأضحت صانعة الأمجاد ومسيرة ركب الحضارات وفاتحة لبلدان نائية صدح فيها الآذن وعطرها صوت بلال ؟!

وكم من الكلمات التي دونها رسول الهدىصلى الله عليه وسلم فسارت بها الرسل لتصل إلى من يبحث عن الحقيقة..وللحقيقة فقط؟!
كم من الكلمات هي كالسهام موفقة الهدف مسددة الرمي ؟!!
ولك أيها القارئ الفاضل أن تقرأ وتقرأ وتعيد البصر كرتين وتمعن النظر , لكلمات أثرت في مسيرة حياتك ..!!

إن من يتأمل قليلا يجد في حياته كلمات لمؤثرين كانوا سببا في فتوحات ربانية على أيديهم وربما خانت العبارة في إيصال الكلمات فكانت النتيجة عكس ذلك تماماُ..!!

ولكم توقفت الحروف احتفاء بكلمة خرجت كقبس نور لتضيء الطريق أما الحائرين..وتشرق
كبسمة غرد الكون لها بألحان الامتنان ..؟!!
أطرق حرفي كثيرا لكي يكتب هذه الكلمات ويدونها كبرقية عاجلة , محملة بالشكر لمن كانوا كلمات ..بقولهم وفعلهم, بصمتهم ووجودهم ,برحيلهم وتلويح أياديهم بوعد اللقاء هؤلاء هم رواد الكلمة ..وعلى صفحاتهم نثروا جميل البيان , وحول حدائقهم الغناء تهادت قمم البلاغة.

رحلتي الآن بدأت إلى جملة حوت من معاني البيان أجزلها ومن لطيف العبارة أرقها , وعابق الذكرى يدفعنا دائما لكلمات سحقت الزيف ودحضت الباطل ..ووقفت مجهزة من كل عدة وكأنها تواجه حربا ضروس.
وهنا نتوقف مع آية من كتاب الله تبارك وتعالى ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء{24} تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ{25} وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ{26}.. سورة ابراهيم.

يا إلهي ماأعظم الكلمة كشجرة طيبة وماذا بعد؟! أصلها ثابت وفرعها في السماء فهي ثابتة
ثبات الشجرة وطيبة ثمارها ..وتعمقها في قلب المؤمن إيمانا وإعتقادا , وأما فروعها فهي تلك الأعمال الصالحة والأخلاق القويمة ..

وأما الكلمة الخبيثة فما أسرع مرورها وما أحقر وضعها , وأقبح منشأها ..هي كلمة باطل .بكل ماتعنيه هذه الكلمة من خبث ومكر.هي كلمة تقلب المعروف منكرا والمنكر معروفا وكل ماخالف الكتاب والسنة والعقل والمنطق فهو خبيث الأصول والفروع..وكفى.

من هنا ستمضي رحلتي إلى كلمة ..ترجمتها كثيرا ووقفت معها كثيرا ولم أجد بدا من تكرارها.
يقول الأديب مصطفى صادق الرافعي " ليس للمصباح أن يقول أن الطريق مظلم .ولكن يقول ها أنا ذا مضيء "..
وهنا تذكرت حوارا جميلا دار بين المصباح والقمر والطريق ما زال يسير بلا توقف..فألفيت حروفي عاجزة إلا بما عهد تموه مني من تصوير وخيال لتقريب المعنى الذي أريد..!!

طريق مظلم ..على جناباته مصابيح مضاءة .وفوق هناك قمر يترقب المصابيح وهي تقول هذه المقالة ."ليس للمصباح أن يقول أن الطريق مظلم..!!!

وهنا كم أولئك الذين خافوا من ظلمة الطريق ونسوا كلام المصابيح ..إن للقمر علوا ونورا وللمصابيح دنوا وضياء وكلاهما نور على نور .." ولكن الله يهدي لنوره من يشاء ..!!
سئم الرفيق الطريق .وتتابعت الظلمات. وصارت كقطع الليل من الفتن فاتنات , واستوحش

الصاحب من أن يصحب المصابيح فتاه في ظلمة , هذه الكلمة للرافعي حري بنا تأملها لأن ماكان ناتجا عن تجربة وحكمة فأظنه أكثر فاعلية وتأثيرا ,من ذاك الذي ربما قرأه أحدنا دون أن يتحرك شعوره .وفي التصوير حكمة عظيمة ." وتلك الأمثال نضربها للناس "

فيا أيها السائر هذا حديثي عن مصابيح رسموها بكلمات هم من ملكوا قلبك وسحروا فؤادك لأنهم أشغلوا النفوس بالتقوى.وتصحيح المسار والتجرد من الذات .وكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .والحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أولى الناس بها"فالكلمة تعمل عملها وإن تطاول عليها الزمان وتغير المكان.....!!

إن للكلمات لأثر كبير في النفوس

لا سيما إذا خرجت من القلب

فإنها تصل إلى القلب

.. يـع’ـــطــيك الع’ــاأإأفــيه ..
.. بنتظـأإأإأر ج’ـــديــــدك الممـــيز ..
.. تقــبل م’ـــروري ..

كل أإألــــ ود وباأإأإقــة ورد كلمـــات دونها الدهر 15300000

تسلم الايادى اخى الكريم
ع الطرح المميز .. كل الــــود