هل سيفقد النيل 80% من مياهه؟
كشفت وزيرة خارجية بريطانيا "مارجريت بيكيت"، بشأن التغيرات المناخية وتأثيراتها المحتملة على مصر، والتي تشير إلي أن النيل سيفقد 80% من تدفقه، وأن أجزاء من الدلتا ستغرق في مياه البحر.
وفيما أكد الدكتور سامر المفتي، الخبير المصري في البيئة في تصريحات لـ"المصري اليوم" في 13 مايو/ آيار 2007م، صحة ما أوردته, أوضح أن مصر سوف تتعرض لكارثة حتى في حالة زيادة مياه النهر، وذلك لعدم وجود سدود وخزانات تتحمل هذه الزيادة، بينما سيؤدي ارتفاع درجة الحرارة إلى غرق المناطق المنخفضة في العالم، ومنها الدلتا، فضلاً عن الانخفاض المستمر للدلتا بسبب السحب المستمر للغاز الطبيعي.
ونفى الدكتور حسن عامر، مستشار وزير الموارد المائية والري من جانبه، صحة ما ورد في كلمة الوزيرة البريطانية، مؤكداً أن تلك التقارير تهدف إلى تحقيق مصالح، وأن الدراسات التي أجرتها أجهزة الوزارة، تتوقع انخفاض موارد النهر بنسبة تتراوح بين 10 و20% في أسوأ الاحتمالات.
وقال: "المناطق الاستوائية والهضبة الإثيوبية، يسقط عليها 1600 مليار متر مكعب، ولا يستغل منها سوى 8%، مؤكداً استعداد الدولة لجميع السيناريوهات المحتملة حتى عام 2050م"، وأوضح عامر: "إن النماذج الرياضية التي اعتمدت عليها وزيرة الخارجية البريطانية، لا تعطي نتائج مؤكدة بنسبة 100%، ولكن تعطي احتمالات قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة، مشيراً إلى خطة للاستفادة من مواردنا المائية من خلال ترشيد الاستهلاك وتحسين طرق الري، ورفع كفاءته لتوفير5 مليارات متر مكعب من المياه".
ويعتبر النيل أطول أنهار الكرة الأرضية، ويأتي نهر الأمازون في أمريكا الجنوبية في المرتبة الثانية، ويقع نهر النيل في الجزء الشمال الشرقي من قارة أفريقيا، ويبدأ مساره من المنبع عند بحيرة فيكتوريا، الواقعة بوسط شرق القارة، ثم يتجه شمالا حتى المصب في البحر المتوسط، بإجمالي طول 6,695 كم (4,160 ميل).
يغطي حوض النيل مساحة 3.4 مليون كم²، ويمر مساره بعشر دول إفريقية، يطلق عليها دول حوض النيل. ويشكل النيل أهمية كبرى في اقتصاديات دول حوض النيل، ففي مجال الزراعة يعتمد المزارعون في كل دول حوض النيل على مياهه من أجل ري محاصيلهم، ومن أشهر هذه المحاصيل: القطن، القمح، قصب السكر، البلح، البقوليات، والفواكه الحمضية.
وفي مجال الصيد، فيعتمد الصيادون على الأسماك النيلية المتوفرة فيه، ويعتبر السمك من الأكلات المفضلة للكثير من شعوب هذه الدول، كما يشتهر نهر النيل بوجود العديد من الأحياء المائية أهمها تمساح النيل، والذي يوجد في أغلب مسار النيل.
أما في مجال السياحة، ففي مصر والسودان، تقوم عليه أحد أهم أنواع السياحة، وهي "السياحة النيلية"، حيث تبحر "الفلوكة" حاملة السياح وزائري البلاد في كل من قنا، الأقصر وأسوان بمصر، وبين السدين الثالث والرابع في شمال السودان، بين جوبا وكوتشي.
موقع بيئتى