السلام عليكم
النوم عبادة، إذا قصد النائم وجه الله فى نومه، وذلك بأن ينوى به الراحة من أجل أن يقوم بعده لعمل يرضى الله ـ عز وجل ـ صائماً كان هذا النائم أو مفطراً.. فى رمضان حدث هذا أم فى شوال.
صحب شاب معاذ بن جبل ففرح وقال: هذا صاحب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فرآه ينام بالليل، فتعجب، وكلمه فى ذلك، فقال له: «إنى أحتسب عند الله نومتى كما أحتسب عند الله يقظتى»، وفرق كبير بين أن تحتسب نومتك عند الله ـ عز وجل ـ على تلك النية التى فسرت لك بأن ينوى الصائم وغيره أن يرتاح بدنه من عناء لكى يصحو على طاعة، فهو يجدد بالنوم نشاطه، لا لكى يفسد فى الأرض، ويهلك الحرث والنسل، وإنما لكى يعمل فيزداد خيراً، ويتصدق من طيب كسبه، لأن الله ـ تعالى ـ طيب، لا يقبل إلا طيباً، ولكى يصل رحمه، ويصلح بين الناس، ويجتهد فى عمل الصالحات،
أما ما يزعمه كثير من الناس من أن نوم الصائم لا يصح، فهو يضيع وقت صومه فى النوم حتى يأتى المغرب، فيصحو لكى يأكل.. فهو بذلك بعيد عن روح الصيام، فليس ذلك بصحيح متى عاد الصائم من عمله الذى أتعبه وأرهق بدنه مع تحمل الجوع والعطش، وهو ينأى به عن الاضطراب الذى قد يصيبه بكلمة فاحشة أو تصرف لا يليق، فالنوم يكون بالليل ويكون بالنهار.
بدليل قول الله تعالى: «ومن آياته منامكم بالليل والنهار» إنما يكون نوم الصائم بغيضاً إذا شغله عن العمل، فآثر النوم وأغلق باب محله الذى يأتيه الرزق منه، أو أعطى نفسه إجازة فى رمضان لكى يتسنى له الصوم من خلال نوم النهار واليقظة بالليل من أجل مشاهدة المسلسلات السرطانية التى يقال فيها رمضانية، فيعطل رزقه، ويعطل مصالح الناس الذين هم فى حاجة إليه.
وبعض الناس يتعلل بعلة غير مقبولة، فيقول إنما أعطى نفسى إجازة فى رمضان حتى لا أنظر إلى عورات النساء اللاتى لا يتقين الله فى رمضان، وهذه ليست علة، لأن الله أمرنا بغض البصر فى رمضان وفى غير رمضان.