أخي الغالي اغمض عينيك واطلق بصرك في عالم الخيال
وكأنك
ترى أرملة قد ودعت عائلها في ذلك المنزل المتهالك
تخيفها فيه رياح فصل الشتاء
وترعبها أمطاره الغزيرة
أمعن بصرك وكأنك تراها
منهارة قد التف أبناؤها من حولها
تتعالى صرخاتهم
بعد مابلغ بهم الجوع مبلغه
تنظر إليهم ودموع الأسى والرحمة تملأعينيها فهي مابين الحزن والألم
على حال أبنائها وفراق والدهم
لاحيلة لها فلمن تلجأ أإلى ذل السؤال؟
أم إكراه الأقارب على مالايطيقون؟
واطلق خيالك أخي وكأنك ترى ذلك الابن اليتم بملابس شبه بالية في المدرسة
أوفي ذلك العيد
الذي يبتهج فيه كل طفل بوالده وبملابسه أنظر إليه
يتوارى من الاطفال لكي لا يسخر منه أحد
يحترق فؤاده من سوء حاله ومن مرارة فقدان أبيه
اطلق بصرك في ذلك العالم لترى شيخا قد أرهقت الديون كاهلة وأبناؤه
يناشدونه نريد أن نلبس ونأكل كأقراننا ثم يلتزمون الصمت
ينتظرون منه كلمة الأمل ينتظرون منه البشرى بذلك
ولكن سرعان ما أن تنفجر تلك النفس المكلومة
تلك النفس التي أرهقتها الديون وغلاء المعيشة بصوت منفجر (كفى)تنطلق تلك الكلمة
من داخل روح تحترق بسبب عجزها عن اسعاد أسرتها
وتحيقق ابسط أمانيها ولكن هي الظروف القاسية
واطلق بصرك في ذلك العالم لترى أسرة عاجزة عاشت وتعيش
( على فضائل الطعام من بقايا محلات الفواكه )
واطلق بصرك لترى الحزن والبؤس لترى الحرمان الذي تعيشه الكثير من الأسر بيننا
لترى تشتت الأقارب وانشغال الجار عن جاره
افتح عينيك واعلم أن ذلك ليس خيالا بل واقع مر يعيشه مجتمعنا قد لاتصدق
ولكن اذهب للجمعيات الخيرية لترى بنفسك ماهو أسوء مماذكرت لك
اغلق عيناك مرة أخرى
واطلق عنان البصر للحقيقة
الأطفال بمايرون قارن بين فرحة أطفالك الأغنياء وضاعفها أضعافا كثيرة لتعلم كم هي فرحتهم
انظر للخمسين ريالا االتي سيُشرى بها ثوبا لذلك اليتم وتخيل فرحته بذلك الملبس الجديد
فقد تشغله فرحته بذلك عن البكاء على فراق والده
قارن بين فرحة ابنك بك وبما يلبس من جديد وبين ذلك اليتيم المحروم
اطلق عنان بصرك وأنت تمد يد العون لذلك الشيخ المديون وإذا بصدره
يمتلئ سعادة وراحة فقد أُزيح عنه همٌ عظيم هاهو يحقق أمنيات بناته وأبنائه
انظر إلى عظم السعادة التي غمرته حينما رأى فرحة أبنائه بتلك الملابس
كم من دمعة محوت؟؟!! كم ومن بسمة صنعت ؟؟!!
كم من هم أزحت؟؟!!
كم من دعوة ستكون لك في آخر الليل ستكون؟؟!!
كم من دعوة عند كل لقمة تؤكل ستكون لك؟؟!!
كم من دعوة ستكون لك عند كل فرحة تغمر تلك الأسرة
00000
أفكرت في الجهاد أما علمت عظم أجره وعظم درجاته؟
أفكرت في عظم أجر الصيام ؟
أفكرت في عظم أجر قيااام الليل ؟؟!!
باستطاعتك أن تحصل على أجور تلك الأعمال الثلاثة
بعمل واااحد
تأمل هذه الحديث لتجد أنك بسعيك على أولئك الأرامل والمساكين
ستكون كالمجاهد وكالصائم وكالقائم
قال صلى الله عليه وسلم (الساعي على الأرملة والمسكين ؛ كالمجاهد في سبيل الله ، وكالذي يقوم الليل ويصوم النهار)
معا نحو مجتمع سعيد متكاتف
معا لكي نمحو دموع المساكين
معا لينعم الجميع بعيد سعيد
معا في ذلك فالراحمون يرحمهم الرحمن معا فلعل ذلك العمل
يكون سببا في سعادتنا في الدنيا والآخرة
دعوة
لمن لايبالي بدفع المئات من أجل شراء الحذاء
دعوة لمن لاتبالي بعمل مكياج بمئات الجنيهات يزول بعد ساعة
دعوة لمن تضع الآلاف لثوب يُلبس ساعة واحدة
دعوة لرجل لايمانع في دفع تلك المبالغ
دعوة لمن أنسته نعمته أخوان يأنون ويألمون
دعوة إلى كل قريب تفقد أقربائك فقد يكونون في أمس الحاجة إليك وأنت لاتعلم
دعوة إلى كل جار تفقد جارك تفقد جارك فقد يكون بلغ بهم الفقر مبلغة وأنت لاتعلم
إخواني أصحاب الحاجات وأصحاب الأمنيات
تذكروا أن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه
وأن الله في حاجة العبد ماكان العبد في حاجة أخيه
فمن أراد أن يكون الله في عونه وفي حاجته
(وهنيئا لمن كان الله الذي بيده الأمر وله معه وفي حاجته )
قال صلى الله عليه وسلم ((من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة))
وقال صلى الله عليه وسلم ((إن لله عباداً اختصهم بقضاء حوائج الناس،حببهم إلى الخير،وحبب الخير إليهم
،هم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة))الهم اجعلنا منهم