طالبت جماهير النادى الاهلى اداره النادى بضروره التعاقد من جديد معى البروفسير مانويل جوزيه
على النادي الأهلي أن يسرع في التعاقد مع مدير فني بحجم البرتغالي مانويل جوزيه ليس من أجل الأهلي ولكن لإنقاذ سمعة الكرة المصرية والتي بدأت رحلة السقوط منذ فقدان بطاقة التأهل للمونديال في ظل مجموعة تضم زامبيا ورواندا والجزائر إلى جانب مصر.
وها هي سيراليون التي لم تجمع أفراد منتخبها منذ ما يقرب من العامين تتعادل معنا على إستاد القاهرة (إستاد الرعب سابقا)، في مستهل رحلة المنتخب المصري في تصفيات كأس الأمم الأفريقية القادمة والتي ستقام في غينيا الاستوائية والجابون مطلع عام 2012 وهو تعادل بطعم الخسارة ربما سيتسبب في الإطاحة بحامل اللقب للبطولة القارية ثلاث دورات متتالية من خوض النهائيات الأفريقية.
وإن كنا نطالب الأهلي بسرعة التدخل لإنقاذ الكرة المصرية من الانهيار ليس من باب التفاخر أو خلافه لكن هذا هو قدر الكبير أن يحمل على عاتقه هموم المنظومة الكروية ولأنه لا يوجد في مصر سوى الأهلي كبير أندية مصر وإفريقيا كان ومازال مستواه ينعكس على المنتخب الوطني فعندما يكون الأهلي بخير وعافية يكون منتخب مصر بخير ولا قدر الله تعرض الأهلي لوعكة فنية ينتقل الفيروس مباشرة للمنتخب.
حينها تعج باقي أندية مصر تقديم المساعدة للمنتخب الوطني وهذا لا ينتقص منها فكل الأندية تجيد دور السنيد والرجل الثاني ولا تتمتع بشخصية البطل أو كما قال المحلل القدير خالد بيومي عن هذه الفرق أنها كومبارس.
وإن من السهولة أن نرجع لتاريخ الكرة المصرية وسنجد الكثير من الأمثلة التي تؤكد صحة الكلام وأن ما نقول أمر واقع يحفظه التاريخ ويقره الحاضر وينطق به المستقبل.
فالجميع يتذكر تأهل المنتخب الوطني لكأس العالم ايطاليا عام 1990 وأن الكابتن محمود الجوهري كان المدير الفني للمنتخب وصاحب الانجاز لكن ما لا يعلمه الكثيرين أن ما كان للمنتخب المصري الوصول لكأس العالم لولا تواجد الألماني ديتريش فايتسا في مصر لتدريب النادي الأهلي فهو من أدخل طريقة 3/5/2 للمرة الأولى في مصر وأجاد نجوم الأهلي تطبيق الطريقة الجديدة وحفظوها عن ظهر قلب مما انعكس على اختيارات الجهاز الفني للمنتخب فقد اختار 12 لاعبا بالتمام والكمال من النادي الأهلي في تلك الفترة وتطبيق طريقة اللعب الجديدة والتي جعلت المنتخب يصعد لكأس العالم بعد غياب دام 56 عام، واللاعبين هم: أحمد شوبير – هاني رمزي – ربيع ياسين – إبراهيم حسن – مجدي عبد الغني –أسامة عرابي – طاهر أبو زيد – عادل عبد الرحمن – حسام حسن – أيمن شوقي – علاء ميهوب – ثابت البطل، ليلعب المنتخب المصري مع الكبار بطريقة فايتسا الجديدة وبنجوم الأهلي في المونديال لكن بعد أن قام الجوهري بالقضاء على الشق الهجومي للطريقة وتحولها لطريقة دفاعية مملة وأسلوب لعب بدائي تسبب فيه المدير الفني دفع المدير الفني لايرلندا من الحديث عن طريقة لعب المنتخب المصري (الفئران المذعورة).
وكان رد الجميل لفايتسا أن تأمر عليه المرتزقة ونصبوا له كمينا من أكمنتهم المقززة عندما تولى تدريب المنتخب الأول وورطوه في نتائج المنتخب الاوليمبي في بطولة الألعاب الأفريقية بعد تمارض أحد المدربين البيض والذي كان مسئولا عن المنتخب الاوليمبي ليطفشوا فايتسا إلى خارج مصر للأبد ولم يفكر في العودة لأحضان قاهرة المعز منذ مطلع التسعينات إلا بعد مرور ما يزيد عن 20 عاما كانت كافية أن يتناسى المؤامرة الرخيصة ليزور القاهرة العام الماضي.
وعاد الجوهري لكن بعد رحيل فايتسا ليتجرع المنتخب الوطني كئوس الهزيمة بالرغم من تواجد النجوم ومعهم الجوهري لكن بدون فايتسا ليخرج المنتخب الوطني من الدور الأول لكأس الأمم الأفريقية عام 1992 في السنغال ومن بعدها فشل في التأهل لكأس العالم 1994 وخرج من الدور الثاني لبطولة الأمم الأفريقية 1994 والتي أقيمت في تونس وهى الفترة التي شهدت انخفاض مستوى النادي الأهلي باحتراف التوأم حسن وهاني رمزي واعتزال طاهر أبو زيد وربيع ياسين وعلاء ميهوب وغاب درع الدوري عن الأهلي ثلاث مواسم بعد أن فاز به الإسماعيلي مرة ومرتين على التوالي للزمالك في بداية التسعينات.
لما عاد الأهلي لوضعه الطبيعي في منتصف التسعينات عاد ذلك بالإيجاب لصالح المنتخب حيث حقق بطولة كأس الأمم الأفريقية 1998 والتي أقيمت ببوركينا فاسو بفضل نجوم النادي الأهلي وأبناؤه.
ونأتي لمطلع الألفية والحقيقة لم يكن الأهلي على قدر ما يتطلع إليه عشاقه ومريديه داخل مصر وخارجها ورغم تحقيق بعض البطولات إلا أنها لم تشهد هيمنة عملاق مصر وإفريقيا على البطولات المحلية والقارية بالشكل الكافي وكان منتخب مصر هو الضحية خروج من الدور الثاني في بطولة الأمم 2000 التى أقيمت في كلا من غانا ونيجيريا أمام تونس بهدف نظيف وكذلك في بطولة والتي أقيمت بمالي 2002خرجت مصر من الدور الثاني بعد خسارتها من الكاميرون بهدف نظيف وكانت بطولة 2004 أخر الأحزان فقد ودع المنتخب المصري البطولة المقامة في تونس من دورها الأول وهو أخر عام حصل فيه الزمالك على لقب الدوري.
ما سبق كله قبل مجيء الأسطورة البرتغالي مانويل جوزيه ماحي أمية الكرة المصرية وصاحب المساهمة الكبرى في الإنجازات التي حققها المنتخب المصري بل وتطوير الكرة المصرية ككل وتحطيم ثوابت ظلت لسنوات تقف حائلا بين المصريين ومنصات التتويج من اللعب الدفاعي بشكل ممل واللعب على الخروج بأقل الخسائر خارج الأرض التعادل أو الهزيمة بفارق هدف عقدة شمال إفريقيا والتي ظلت لسنوات يتحدث فيها المنتمين للوسط الكروي.
فهو من طور الأداء الهجومي للكرة المصرية بعد كادت الكرة الهجومية أن تموت في ظل عقيدة الجوهري الدفاعية البحتة والتي كانت مرجعية غالب المدربين المصريين ولم يكن أي مدير فني أجنبي قادر على تغيير هذا النمط بعد أن تغلغل في عقول المصريين بشكل لافت ففي الوقت الذي لعب فيه الجوهري أسوأ مباراة في تاريخ كأس العالم أمام ايرلندا 1990 وقيام الفيفا بتغيير بعض القوانين التى تمنع الحارس من التقاط الكرة من قدم زميله وهو المشهد الذي كان عنوان مباراة ايرلندا بين شوبير وهشام يكن إذا بالجوهري يعامل معاملة الأبطال الفاتحين.
قد يكون كاذبا من يتحدث عن انتصارات للفرق المصرية خارج أرضها وخصوصا في الأدغال الأفريقية قبل مجيء جوزيه فكانت نتيجة التعادل أو الخسارة بفارق هدف تدفع رئيس البعثة لتقديم مكافئات فورية للاعبين وتشدو الصحف بأهازيج النصر لان الفريق خسر بفارق هدف.
فرق شمال أفريقيا أندية ومنتخبات كانت تمثل كابوسا للفرق المصرية فبمجرد أن يعلم المشاهد العادي أن لقاء المنتخب أو فريقه بأحد فرق الشمال (تونس –المغرب – الجزائر)، فهي دلالة على الخروج من المنافسة وكثيرا ما حرمتنا هذه الفرق من العديد من الانجازات بالرغم من أننا نكون الأفضل في الكثير من الأوقات حتى جاء جوزيه وهزم فرق هذه الدول بكل النتائج وليس على ملعب إستاد القاهرة ولكن في ملاعبهم وأمام جماهيرهم ومعه اختفت تماما الأصوات التى كانت تتحدث عن العقدة بفضل نتائجه المبهرة.
قدم الأهلي مع جوزيه مواسم استثنائية وتحول الأهلي للفريق الذي لا يقهر محليا وقاريا وكان الجمهور الأهلاوي يفوز على المنافسين بفارق هدفين وثلاثة ويخرج غير راضى فهو يريد المزيد من المتعة التي علمهم إياها مانويل جوزيه.
وأتذكر العديد من المواجهات مع الغريم التقليدي نادي الزمالك كان الفريق يفوز بالهدفين والثلاثة والجمهور غاضب إلا أن أغرب المواقف كان في الدور قبل النهائي لبطولة رابطة أبطال الدوري عام 2005 فاز الأهلي بهدفين مقابل هدف للزمالك والمباراة من المفترض أنها كانت على ملعب الزمالك أي أن النتيجة في صالح الأهلي بكل المقاييس إلا أن الحزن خيم على جماهير الأهلي فهي تريد أن تفوز كل مرة بنتيجة 6/1 وعلى الجانب الآخر وزع رئيس نادي الزمالك مكافئات إجادة لمجاراة اللاعبين لنجوم الأهلي وقدرتهم على تضييق الفارق من هدفين لهدف.
انعكس هذا على منتخب مصر بشكل لافت وحقق بطولة الأمم الأفريقية 2006 وقائمة المنتخب بها عشرة لاعبين من الأهلي: الحضري (الهارب) – وائل جمعة – أحمد السيد – محمد عبد الوهاب – محمد بركات – محمد شوقي - حسن مصطفي – محمد أبو تريكة – عماد متعب – أسامة حسنى، لتعود البطولة لأحضان المصريين بفضل الأهلي ولاعبيه ومديره الفني الذي كان بمثابة الموسوعة التي يقتبس منها أي مدير فني في بر مصر.
وجاءت بطولة 2008 والأهلي مازال الأقوى والمهيمن بقيادة الداهية البرتغالي مانويل جوزيه الذي خاض أربع نهائيات لبطولة دوري أبطال أفريقيا فاز في ثلاثة وخسر الرابعة بتحكيم فاجر وتأهل لكأس العالم للنادية ثلاث مرات في انجاز لا يقدر عليه إلا الأهلي وجوزيه حقق في إحدى هذه المشاركات الثلاث برونزية كأس العالم ليقف العالم احتراما للأهلي ومديره الفني العبقري جوزيه, شارك من الأهلي في بطولة 2008 كلا من: الحضري (الهارب) – شادي محمد – وائل جمعة – عماد متعب – محمد أبو تريكة - حسن مصطفي – محمد شوقي، ليتوج المنتخب بنجوم الأهلي باللقب الثاني على التوالي واللقب السادس في تاريخ الفراعنة.
وجاءت بطولة 2010 لتؤكد قيمة هذا البرتغالي وما قدمه للكرة المصرية ويكفي أن يلعب أحمد حسن واحمد فتحي وسيد معوض ووائل جمعة وعماد متعب وحسام غالي والثلاثي جمعة ومتعب وغالي احد أهم هدايا البرتغالي جوزيه للكرة المصرية ويساهموا في اللقب الثالث على التوالي.
وها نحن بعد رحيل جوزيه مازلنا في مرحلة الاستعداد وتبديل الخطط واستقدام اللاعبين ولا نشركهم في المباريات مما أصاب الفريق بحالة من التخبط الفني انعكست فورا على المنتخب، فقد رحل الموسوعة والذي كان لدية الحلول لكافة المواقف لنتعثر أمام سيراليون وربما النيجر قبل أن نواجه جنوب إفريقيا وقد لا نتأهل لكأس الأمم.
وهو نفس حال الأهلي في دوري المجموعات لدوري أبطال أفريقيا فقد خاض أربع جولات تعادل في اثنين وفاز في واحدة وخسر في واحدة أحرز أربع أهداف وسكنت شباكه أربع أهداف في الأربع مباريات وهو ما دفع البعض يطالب لجنة الكرة بالتدخل لإحضار مدير فني أجنبي وهو ما قوبل بالرفض.
أما الآن فليس من اجل الأهلي نطالبكم بمدير فني أجنبي لكن من أجل مصر حتى لا يتعرض شحاتة لحرج الخروج من التصفيات ولا يلعب في النهائيات وان حدث فذلك بمثابة الفضيحة.. أن يفشل حامل اللقب في التأهل للنهائيات.