اللهم أحسنت خلقي فأحسن خلقي

دعاء جميل علمنا اياه رسولنا الكريم
ومن الادعية ووسع لي في خلقي


ولننظر الى كلمة خلقي فهي نوعين خارجية واللتي لا يمكن التحكم بها ولا
تغييرها
مثل العينين والوجه والانف فهذه سبحان الله
غير ارادية
ولا يمكن تغيير خلقة الله

اما ما نقصد به بالخلق بضمة الخاء واللام
فهو الاطباع الخارجية
فقد يظن كثير من الناس أن حسن الخلق أن لا يكون الإنسان عصبيا وان لا يغضب لأتفه الأسباب
وان سوء الخلق هو كون الانسان أحمق او عصبيا كما يقولون
وهذا فهم خاطئ فليس حسن الخلق يقف عن هذه القضية
عند سرعة الغضب او بطئه
ولكنها كلمة عامة تشمل جميع الصفات التي تحتاج اليها في معاملة الناس أومعاملتك لربك
او لنفسك
هذا هو الخلق

ومن حسن خلقه لا بد ان تصفو نفسه وتحسن معاملته لربه وللناس
فالصدق خلق والأمانة خلق والوفاء بالعهد خلق

وهذا من علامات الايمان وتركها من علامات النفاق


والصبر والحلم والسماحة والسخاء والرحمة ووو ..
فالأخلاق هي الصفات النفسية اللتي تمنحك رضا الله وحب الناس والراحة النفسية
اذن هناك ما هو ظاهرمن طول وقصر وبياض وسواد
واللتي لا يمكن أن نتحكم بها وليس لها صلة بحسن المعاملة او سوئها فالانسان لا يحاكم على طوله ولا يغرم للون بشرته

اللهم الا مانراه عند من يدعون الحضارة

اما الباطنة فالمذكورة اعلاه واللتي شاء الله ان نمتحن بها فهي المحك اللذي يميز القوي والضعيف
فأنت تستطيع أن تكظم غيظك وان تطفيء غضبك وتوسع صدرك
لذلك بين سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم اننا لن نسع الناس بأموالنا وانما نسعهم بأخلاقنا
ومن الأمثال على هذا المنوال" البشاشة خير من القرى"
او ما يعبر عنه الناس بالعامية بقولهم "لاقيني ولا تغديني"


واذا كان احدنا يحب أن يكون خلقه الظاهر حسنا وكان لا يملك هذا فليحاول أن يحسن خلقه اللذي يملكه
ومن الدعاء المأثور اللذي هو عنوان الموضوع
اللهم كما احسنت خلْقي فأحسن خلُقي

فلا يقول احد ان هذا طبعي ولن يتغير
ويلتصق به انه لا يمكن أن يتغير للأحسن والأفضل
بالطبع ممكن ان جاهد نفسه وأراد التغيير
سيتغير للأحسن والافضل