مصراوي - خاص - أكدت دراسة فرنسية حديثة صادرة من جامعة السوربون أجراها البروفيسور جيرار نيتش أن مصر تتصدر قائمة الدول العربية التي ينتشر فيها ما يعرف بالزواج السياحي، فقد بلغ عدد حالات الزواج السياحي في العام 2007 أربعين ألف حالة، وكانت تقارير تحدثت عن ظاهرة زواج أبناء مدينة الأقصر السياحية من سيدات كبيرات في السن.
ليست الدراسة الفرنسية وحدها التي انتهت الي تلك النتيجة فقد أكدت العديد من الدراسات التي أجريت في كثير من الدول العربية عن هذه الظاهرة الخطيرة أن الشباب والفتيات الذين يقبلون على هذا النوع من الزواج يكونون غالباً من صغار السن، حيث يتفاوت عمر الزواج السياحي الذي يجب أن تراعى فيه سلامة العقد والمهر وموافقة ولي الأمر بين الأسبوعين والشهرين ? وإذا تأخر هذا الزواج قد يصل إلى السنة.
وقد لاقى هذا النوع من الزواج رواجاً كبيراً في الأوساط الخليجية، حيث إن هذه الظاهرة كانت منتشرة في السعودية ثم انتقلت العدوى إلى باقي دول الخليج، فما إن تبدأ العطلة حتى يسافر الشخص بصحبة زوجة مؤقتة تنتهي علاقتهما معاً بمجرد انتهاء الإجازة والعودة من السفر.
ورغم اختلاف الآراء حول صحة هذا النوع من الزواج من الناحية الشرعية، في ظل نية الزوجين الطلاق بعد انقضاء فترة إجازة الصيف أو مدة الغياب خارج البلاد، فإن البعض خاصة كثيري السفر مثل رجال الأعمال يرون أنه وسيلة مناسبة تقيهم الانحراف في الخارج أمام مغريات كثيرة قد تقابلهم خارج الوطن وكذلك فإنهم يرون أن اجتماعات ومناسبات العمل في الخارج تتطلب مرافقة الزوجة لزوجها.
ويحرص رجال الأعمال على اشتراطات معينة لا بد من توافرها في زوجات السفر كما تسميها بعض الخاطبات، ومن أهم تلك الاشتراطات، إجادة اللغة الإنجليزية تحدثاً وكتابة، ورشاقة القوام، وجمال الوجه، واللباقة، وأن لا تجد مانعاً في حضور الحفلات الخارجية والتي تستدعي السفر والاختلاط.
والزواج السياحي لاقى رواجاً كبيراً في الأوساط الخليجية وخاصة بين الموسرين والباحثين في بعض الأحيان عن المتعة الجسدية ولكن بغطاء شرعي بعيداً عن الأساليب المحرمة.
وقد كشفت دراسة ميدانية أجريت أخيراً عن الآثار الاجتماعية التي تسببها ظاهرة الزواج السياحي واستهدفت40 فتاة من الفتيات اللاتي جربن هذا الزواج أو قريباً منه أن ضحايا هذا الزواج الصيفي في الغالب من الفئات العمرية " 20 ـ 24 عاماً بنسبة 38 % تليها الفئة العمرية من 15 " 19 عاماً" بنسبة 35 % وجاءت في المرتبة الدنيا الفتيات من الفئة العمرية "25 ـ 29 عاماً"" بنسبة 20 % من إجمالي العينة.
ومن خلال المعطيات الإحصائية تبين أن غالبية فتيات الزواج الصيفي أو الزواج السياحي من ذوات التعليم الثانوي بنسبة % 30 تليها ذوات الشهادات الابتدائية بنسبة 22.5 % وحلت ثالثاً الفتيات من ذوات الشهادات الإعدادية بنسبة 17.5 % تليها فئة الجامعيات بنسبة 12.5 % ثم من يُجِدن القراءة بنسبة 7.5 % فيما تساوت نسبة الفتيات اللواتي يحملن شهادات الدبلوم من مثيلاتهن الأميات بنسبة 5 %.
وبينت الدراسة من خلال تحليل معطيات الاستبيان الخاصة بمكان إقامة أفراد العينة أن معظم أفراد العينة يقطنون في المدينة ويشكل هؤلاء نسبة 29.5 % من إجمالي عينة البحث فيما لم تشكل فئة القاطنين في الريف سوى 7.5 % من عينة الدراسة.
وأوضحت الدراسة أن نسبة أكبر من العائلات التي ترتضي الزواج السياحي لبناتها هي عائلات متوسطة الحال بنسبة 57.5 % تليها بفارق كبير العائلات الفقيرة التي شكلت نسبة 30 % فقط من عدد العينة المدروسة،
وشكلت العائلات الغنية مستوى أدنى بقليل من نصف العائلات الفقيرة بنسبة 12.5 % من إجمالي عينة البحث.