مضت ستة أشهر و خمسة وعشرون يوم بالضبط على فراق الحبيب, مضت هذه الأيام و كأنها الأمس فقط,...,مضت هذه الأيام دون ظهور العيون البراقة في حياتي دون اختفاء البسمة الرقيقة من مخيلتي,..., مضت هذه الأيام حاملة معها المآسي و الإحزان و الدموع.
لم يحدث شيء في حياتي يغير من مجراها بل مجرد ذكريات حالمة تمر علي مر الكرام , ذكريات جميلة أأنس بها في ظلمتي و حيرتي و متاهاتي, مضت هذه الأيام .....حتى يأتي هذا اليوم ليقول لي لا تيأس و لا تحزن..فقد آن الأوان لتكتب بعض المستجدات في سجلاتك لتصبح لك في ما بعد مجرد ذكريات...,....,...,
رفعت الهاتف لأرد على المكالمة الهاتفية من طرفها لم أدعها تتكلم...لم أدعها تتنهد حتى لا تجد لي الأعذار , لم ألمها و لم أعاتبها على الغياب و لم أتنكر لها بل حييتها بتحية الحب ... و الأمل, لقد قلت لها بعدما ركبت تلك الحروف الذهبية بأنني اشتقت إليك؟؟ بأنني أحبك....بأنني أعشقك.....بأنني مازلت أتذكر ما زلت انتظر مثل الأيام الخوالي أمام محطة الحافلات...مازلت أترقب تحركاتك و كل دقات قلبك..., بأنني بأخصر العبارات مازلت أحبك...
خيم الصمت على هذه المكالمة و ساد الهدوء, خطر ببالي بأنني أكلم نفسي أو قلبي الحزين....بأنني أكلم خيالي الضائع و سرابي الواهم و شبابي الحالم...
من بين هذا السكوت و السراب الضائع, سمعت بعض الكلمات الجميلة تلوح لي من بعيد و تقول لي بأنني حبيبتك مازالت على عهدك ووعدك...مازالت تلك الفتاة التي تعرفها تلك الفتاة الواعدة التي أحببت...ثم قالت هامسة بنبضات متفرقة...أعذرني على الغياب ...أعذرني فليس لي أسباب و لا أحباب, أعذرني فحبك هو كل ما أملك.........
توقفت هذه الكلمات دون أن أسمع غيرها, فتوقف الزمن و اختصرت الأيام من جديد....لكن دائما في النهاية أجد نفسي حاملا ذلك الهاتف دون أي مجيب؟؟