الجنس : مساهماتى : 4932 النقاط : 5793 معدل التقييم : 71 الأوسمة :
sms :
موضوع: مخاوف من انتشار الدعارة أثناء مونديال 2010 السبت 5 يونيو - 11:06:25
تخشى منظمات المجتمع المدني في جنوب إفريقيا، الدولة المنظمة لمونديال 2010، من انتشار ظاهرة الدعارة القسرية أثناء العرس الكروي، وذلك في الوقت الذي يحتدم النقاش فيه بين مؤيدي إباحة الدعارة أثناء المونديال ومعارضيها.
لا للدعارة القسرية ولتجارة البشر، هذا هو شعار بونغيفيه متيتها، رئيسة منظمة "شباب جنوب إفريقيا القلقون".
مخطئ من يعتقد أن الفرحة باحتضان نهائيات كأس العالم 2010، قد عمت جنوب إفريقيا برمتها من دون أن تستثني أحدا، فبونغيفيه متيتها انتابها القلق بعد سماع خبر تنظيم بلادها لتلك التظاهرة العالمية. بل ولو كان الأمر بيدها "لتم تنظيم بطولة كأس العالم بعيدا عن جنوب إفريقيا". السبب في ذلك، يتجلى في المخاوف من انتشار ظاهرة التجارة بالبشر والدعارة القسرية التي تسقط ضحيتها المئات من الفتيات من طلبة المدارس. وبحكم وظيفتها كرئيسة منظمة "شباب جنوب إفريقيا القلقون"، وهي جمعية تعمل للحد من الدعارة القسرية في جنوب إفريقيا، تدرك بوينغيفيه متيتها جيدا حجم المخاطر التي قد تتعرض لها فتيات جنوب إفريقيا أثناء المونديال بشكل خاص.
حملات توعية
وحسب مصادر حكومية، من المتوقع أن يصل البلاد آلاف المشجعين من مختلف أقطار العالم في الفترة ما بين الحادي عشر من يونيو/حزيران والحادي عشر من يوليو/ تموز. ويعتقد أن نسبة كبيرة منهم "متعطشة للجنس". وهو مؤشر يدفع شبكات الدعارة إلى تكثيف نشاطاتها، حتى أن بعض الأرقام تتحدث عن أن حوالي 40 ألف امرأة سيخرجن إلى شوارع المدن التي ستحتضن المباريات لممارسة الدعارة. ويعتقد أن غالبيتهن سيأتين من الدول الإفريقية المجاورة.
مانديسا الشابة، ذات الأربعة والعشرين عاما، إحدى ضحايا شبكات الدعارة في جنوب إفريقيا.
ووفقا لتلك المعطيات، كثفت منظمة "شباب جنوب إفريقيا القلقون" وهي إحدى منظمات المجتمع المدني، من حملات التوعية في فترة ما قبل المونديال. فيما طافت رئيسة المنظمة بونغيفيه متيتها وزملاؤها عددا من مدن وقرى جنوب إفريقيا لإلقاء ما يزيد عن ألف محاضرة، حاولت المنظمة من خلالها تقديم النصائح لطالبات المدارس، حتى يتسنى لهن حماية أنفسهن من شبكات الدعارة، "كعدم تناول أي مشروبات تقدم لهن قد تحتوي على مواد مخدرة".
وقبل أن تنطلق البطولة رسميا بعد أقل من أسبوعين، كشفت مصادر أمنية جنوب إفريقية عن حالات خطف لبعض الفتيات. وأوضحت بونغيفيه متيتها، "أن فتيات القرى النائية من العائلات الفقيرة، أكثر عرضة إلى الاختطاف". وبحكم أن السلطات في جنوب إفريقيا أعلنت فترة المونديال عطلة رسمية للمدارس والجامعات، فإن بونغيفيه اعتبرت ذلك إجراءا يزيد من خطر تعرض الفتيات إلى الخطف، "لأنهن سيغبن عن المدارس وسيقضين معظم الوقت خارج بيوتهن".
وعندما تلقي بونغيفيه محاضراتها، عادة ما ترافقها مانديسا البالغة من العمر أربعة وعشرين عاما. وهي تعمل داخل المنظمة بصفة "مراقب" ولها دور خاص في عملية التوعية، لأن مانديسا تتحدث عن تجربة عاشتها وذاقت مرارتها وفظاعتها عن قرب. تعرضت مانديسا إلى الاختطاف أمام الملأ، بعد ذلك قادها مختطفُها إلى مكان مجهول، ثم "اغتصبها وأرغمها على تناول المخدرات". وتروي مانديسا كيف أنها "أرغمت على ممارسة الجنس مع زبناء" طيلة فترة احتجازها، إلى أن تم تحريرها من قبضة مختطفيها.
إحدى العاهرات العاملات في منظمة "سيويت" للتوعية الجنسية في جنوب إفريقيا.
مبالغة أم خطر حقيقي؟
بيد أن منظمات حقوقية أخرى في جنوب إفريقيا تستبعد انتشار ظاهرة الدعارة القسرية خلال المونديال. وعلى رأسها منظمة "سويت" للتوعية الجنسية. إذ ترى رئيستها فيفيان لولو أنه خلال مونديال ألمانيا 2006، "تحدثت السلطات الألمانية آنذاك عن توقعات باختطاف وتهريب حوالي أربعين ألف امرأة إلى ألمانيا من دول أوروبا الشرقية، لكن، في نهاية المطاف لم تسجل سوى خمس حالات فقط".
ورغم أن النظام السياسي في جنوب إفريقيا ليبرالي، إلا أن الدعارة لا تزال تعتبر جناية يعاقب القانون عليها. ورغم أن منظمة "سويت" تعمل لسنوات عدة من أجل إباحة الدعارة، لكنها لم تفلح إلى غاية اللحظة في مهمتها هذه. ورغم أن أياما قليلة باتت تفصلنا عن انطلاقة المونديال، إلا أن منظمة "سويت" لم تيأس بعد من انتزاع تصريح مؤقت لإباحة الدعارة على الأقل أثناء البطولة.
وترى هذه المنظمة أن إباحة الدعارة، من شأنها "الحد من نسب الإصابة بمرض فقدان المناعة المكتسب الايدز "سيدا"، والذي يعاني منه
حوالي ثلث سكان جنوب إفريقيا.
الدعارة بين التحريم والتجريم
وإذا كانت بونغيفيه متيتها مقتنعة تماما، بأن نساء بلادها يجبرن على ممارسة الدعارة، فإن "راي" تعارض ذلك. وراي هي عاهرة من بين حوالي 1200 عاهرة ممن يمارسن الدعارة "عن طيب خاطر" حسب قولها. وهي متفائلة بفترة المونديال، علها "تحقق المزيد من الربح".
لكن في الوقت ذاته، عبرت راي عن مخاوفها من "أن تقوم الشرطة باعتقالها". كما أنها أبدت قلقا بالغا "من المنافسة الشديدة بين العاهرات" والتي ستشهدها البلاد أثناء المونديال.
راي ترى في المونديال فرصة "لا تعوض"، ويبقى السؤال: هل ستمارس مهنتها بطريقة غير شرعية ووراء أعين وزارة الصحة، أم أن السلطات ستعمل على إباحة الدعارة على الأقل أثناء المونديال.