// عبر من تراجم العلماء...رسالة إلى مغرور...من كناشتي. //

[color:4e7d="Red"]بسم الله الرحمن الرحيم

عبر من تراجم العلماء...رسالة إلى مغرور

إن المتأمل في تراجم العلماء في تحمل الشدائد والمكاره في تحصيل العلم والصبر عليه،ليجد العجب العجاب،ليعتبر بها طالب العلم الصغير وان لا يتعدى عليهم ولا على كبير،وليلزم الجاهل حده وان لا يتعدى طوره.

ذلك ان اخبار العلماء العاملين والنبهاء الصالحين من خير الوسائل التي تغرس الفضائل في النفوس وتدفعها إلى تحمل الشدائد والمكاره في سبيل الغايات النبيلة،وتبعثها إلى التأسي بذوي التضحيات والعزمات.

وليعلم طالب العلم أن مرحلة تحصيل العلم مرحلة صعبة شاقة جدا،ينقطع دون بلوغها الصبر،وتنحسر أمامها عزمات الرجال،ولا يصبر على إجتيازها إلا الأفذاذ ممن كان مغرما بالعلم ذائقا لذته،عازما على تحصيله ولو لقي في سبيله الألاقي .

وليعلم طالب العلم كذلك أن علوم الإسلام العظيم لم تدون على ضفاف النهار،وتحت ظلال الأشجار وأكل الثمار،ولا بلذة ولعب كلعب صبي بعصفور،ولا براحة كراحة الملوك في القصو،وإنما دونت بسهر الليالي على سراج لا يكاد يضيء نفسه لعدم قدرتهم على شراء الزيت الذي يضيأه،ودونت كذلك في ظل العري والجوع وبيع الثياب،وانقطاع النفقة في بلاد الإغتراب،والصبر على اهوال الأسفار وملاقاة الخطار،والتيه في البيد والقفار،والغرق في البحار،وفقد الكتب والأسفار،وحلول الأمراض والأسقام مع البعد عن الأهل والدار،وشرب الأبوال والكل من الزبال،وغير ذلك مما هو مبسوط في تراجمهم رحمهم الله.

وليعلم طالب العلم المفارقة الكبيرة بين حالنا اليوم وحال طلاب العلم في القديم،فقد كانوا يضربون أباط الإبل ويقطعون الفيافي والقفار في الليالي والهواجر مشيا على الأقدام،ويقعون في المتاعب والمهالك حتى يلقوا عالما أو يسمعوا من محدث أو يأخذوا عن فقيه،او يحصلوا على كتاب،كل ذلك يكون منهم وهم صامتون،فلا تشهد منهم غرور المغرورين ولا انتفاخ المدعين كالذي ابتلي به بعض طلاب العلم اليوم.

وليعلم طالب العلم كذلك أن أولائك الأعلام بلغوا ما بلغوا في العلم دون تشجيع يصنع إليهم،او مكافأة تعطى إليهم،أو منزلة يترقبونها،او نقطة في الإمتحان ينجحون بها،إنما كان همهم مما ركبوا فيه الصعب والذلول خدمة دينهم وإرضاء ربهم،ونشر سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم وعلوم الإسلام،فنالوا ما املوه في الدنيا،ولهم عند الله تعالى من الأجر والمقام مالا عين رات ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر.

وليعلم طالب العلم ان كثرة المكتبة الإسلامية التي ملأت الخافقين،مع ماذهب منها وسود ماء دجلة أياما طوال ومع ما أتلفته أيادي المغول والتتارفي عيثهم في بلاد المسلمين الفساد،ونمع ما أحرقته محاكم التفتيش في الإسبان،انها ما كانت ان تكون بهذه الكثرة لولا تلك العزائم الإيمانية والقلوب الطاهرة والنفوس الزكية.

وكتبه أبو عبد العظيم

جزاك الله خيراً اخى الكريمه / سلطان العاشقين .
وبارك الله فيك .. وجعله الله فى ميزان حسناتك
ان شاء الله . .. ولك منى كل تقدير واحترام

مًحٍّمًدًٍآلمًصٍْرٌٍى كتب:: جزاك الله خيراً اخى الكريمه / سلطان العاشقين .
وبارك الله فيك .. وجعله الله فى ميزان حسناتك
ان شاء الله . .. ولك منى كل تقدير واحترام

أخــــــي محمد

تشرفت بمرورك
سرني مرورك
و افرحتني بصمتك
شكرا لما قدمته لي من عطر حروفك
و دمت بكل ود
وأحترام لكم مني أرق
تحياتي
// عبر من تراجم العلماء...رسالة إلى مغرور...من كناشتي. // T-w%20(45)

// عبر من تراجم العلماء...رسالة إلى مغرور...من كناشتي. // T-w%20(45)