بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقدم لكم من خلال هذا الموضوع أجواء عيد الأضحى في جمهورية ليبيا
كل العام و انتم بخير
العيد في طرابلس التجهيز للعيد : يأتي عبد الأضحي المبارك في يوم العاشر من ذي الحجة بعد يوم الوقوف بعرفة وهو اليوم المبارك الذي يقف فيه حجيج بيت الله على جبل عرفات تأكيداً لسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .
تبدأ تجهيزات العيد قبل أيام معدودات من حلوله حيث تبدأ النساء في التجهيز الداخلي في المنزل وتستعد لهذه المناسبة السعيدة فيما يتكفل الرجال بالمشتريات من السوق وعادة ما تكون المشتريات إذا ما استثنينا الخروف محصورة في الخضروات وأدوات الذبح بالإضافة إلى المشروبات والحلويات .
وتبقى حركة السوق في رواج زائد لأكثر من عشرة أيام قبل يوم العيد وتزداد حدتها يوم عرفة ( يوم الموسم ) حيث تجد الكل في حركة ونشاط .
ليلة العيد : ولمن لهم أهل في المناطق الداخلية والبعيدة عن طرابلس فإنهم يذهبون لحضور وصيام يوم عرفة معهم استعدادا ليوم العيد حيث يبيتون في مناطقهم تلك التي تنحدر جدورهم منها .
في ليلة العيد عادة ما تقوم الأم بأخد الكحل وتكحيل عين الخروف بالاضافة إلى إشعالها للنار ( الكانون ) ووضع البخور فيه وهي تدور في أطراف البيت وتبتهل وتصلي على النبي المختار عليه وعلى أله وصحبه أفضل السلام .
يوم العيد : بعد الاتنهاء من صلاة العيد والمعايدة في المساجد بين المصلين .. يعود المصلين أدراجهم إلى البيت ليجدوا أهل البيت في انتظارهم وبعد تبادل المعايدة فيما بينهم يقوم الأب أو أحد الأبناء للقيام بذبح أضحية العيد ولا ننسى ما يرافق الذبيحة من فرح ومرح حيث أنها تختلف عن أي ذبيحة خلال العام .
فيما عملية الذبح والسلخ مستمرة تكون الأم والبنات قد تم استعدادهن لاستقبال الذبيحة حيث تبدأ أولا عملية استقبال ( المعلاق ) ويتم على وجه السرعة شواء الكبدة وتقديمها ساخنة .. وبعدها تستقبل الأم ( بطن الخروف ) وتبدأ في تنظيفها وهي فرحة وتنادي هذه وتنصح تلك وتريهن العملية الصحيحة لتنظيف بطن الخروف ..
وبعد الانتهاء من الذبح تكون مهمة الرجل قد انتهت مؤقتاً لغرض الراحة فقط فيما يبدأ الأطفال بعملية الشواء وأخد قطع اللحم للشواء من ذاك الخروف الذي كان قبل وقت قصير يصيح باعلى صوته .
عادات طرابلسية : العادات الطرابلسية في يوم العيد كثيرة ومتعددة ولكن تتشابه أغلبها ونذكر منها :
تقوم النساء في البيت بعد كل ما سلف ذكره بتجهيز ما يسمى ( بالعصبان ) وهذه أكلة معروفة في ليبيا ويتميز بها يوم العيد .. ومن الاكلات الشعبية والتي يتميز بها العيد أيضاً ( القلاية ) وبعد الانتهاء من هذا يكون لحم الخروف قد جف بعد غسله ( تطهيره ) وهو لازال كاملا وهنا بعض العائلات تفضل أن تجري عملية التقطيع والتقديد في يوم العيد والبعض الآخر يقوم بها ثاني أيام العيد .
يقوم الرجال بتنزيل لحم الخروف وتقديم اللحم خالي من العظم للنساء حيث يقمن بعملية تقديده وتمليحه ونشره بالإضافة لذلك يقمن بصنع ما يسمى بالعصبان اليابس أي (المقدد ) .. فيما يقوم الرجال بكسر العظم المكسو باللحم ووضعه في أكياس ومن تم وضعه في الثلاجة .
هذا كله يكون وسط ضحك ومرح ولعب خاصة من قبل الاطفال الذين يعتبرون بأن يوم عيد الأضحى يوم خاص بهم وينتظرونه بفارغ الصبر .
ما تبقى من الخروف من ( جلد ورأس وأرجل ) هناك من يقوم بغسل الجلد ونشره لغرض الجلوس عليه وهناك من يقوم بغسل صوفه لاستعماله فيما بعد كوسائد يتوسدون بها ..
أما بخصوص الرأس والأرجل فالأمر كذلك مخير فهناك من يقوم بشيهم على النار جيدا ومن تم طبخهم إما في ذات اليوم أو أي يوم آخر يرونه مناسباً وهناك من يفضل أن لا يتناوله ويكتفي باللحم فقط .
التكنولوجيا والعيد ومع وفرة التقنية الحديثة، اصبح للعيد رونق آخر، المسجات القصيرة (sms) تمنح للناس خاصة الشباب منهم، مزيد الفرص، للمرح والفكاهة، وتختصر المسافات، وبأقل كلفة يتواصلون مع أحبابهم ومعارفهم، بطرف ونكات وتعليقات، وتفنن في عبارات المعايدة، التي تظل بدورها مجالا للتنافس، والافتخار، فكانت التقنية عامل جدسد ومثير في اعيادنا مؤخرا.
بعد كل هذا يأتي الليل والكل منهك ومتعب .. ولا ننسى خلال النهار بأن هناك زيارات وأتصالات من الأهل والأصدقاء من أجل المعايدة فينام الجميع على تعب ..
ولكن لا ينتهي العيد عند هذا الحد فباقي الأيام هي للزيارة وتبادل التهاني .. وبعد ثلاثة أو أربعة أيام من عيد الأضحى وعلى حسب الطقس ودرجة الحرارة يتم تنزيل ما تم نشره من لحم ( قديد ) وتتم عملية غسله بماء دافئ لتنظيفه مما قد يكون قد علق به من غبار وبعد تقطيعه لقطع صغيرة تتم عملية قليه ..
ورغم التعب والشقاء الذي يرافق هذه العملية إلا أنها جد ممتعة لكل أفراد الأسرة وبعد ذلك تتم عملية ( قلي القديد ) وحفظه في أواني فخارية تسمى ( الزير).
وبهذا يكون الناس قد استقبلوا العيد في حب وفرح وانتهت أيامه على خير وبركة ونقول في الختام ( عقبال داير ).
* * * * * *
أجواء عيد الأضحى في بنغازي العيد في بنغازي له مذاق خاص، وثمة شوارع بأكملها تتحول إلى أسواق كبيرة للأضاحي، والذروة في اليوم الذي يسبق العيد، حيث تتحول المدينة إلى سوق كبيرة أشبه بالكرنفال الشعبي أو المولد على رأي إخواننا المصريين.
وعلى الرغم من الشتاء القارص، ونزول الأمطار، وارتفاع أسعار الأضاحي، إلا أن ذلك لم ينغص الفرحة بالعيد عند المواطن، وقد نزل الجميع إلى الشوارع والأسواق التي انتشرت في كافة أنحاء المدينة من الصابري إلى حي شبنة وعمارات 602، والشوارع الرئيسية والفرعية حيث لا تجد شارعا أو ميدانا إلا وقد نصبت فيه سرادق العيد إما لبيع الفحم أو الأضاحي أو حتى السكاكين.
عدسة ليبيا اليوم طافت الشوارع الرئيسية والأسواق الشعبية، لتسجيل هذه اللحظات، ورصدت أجواء العيد في مدينة بنغازي، وكل عام وأنتم بخير.