ارتبط صيام رمضان بالإكثار من قراءة القرآن.. طلبا لشفاعته لنا في الآخرة.. وزيادة في أجواء الروحانية والإطمئنان.. ولمضاعفة حصاد الأجر والحسنات.. وأيا كانت أسبابنا للإقبال علي كتاب الله.
فلعلنا نستفيد من وصايا فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهرـ رحمه الله ـ التي يضعها بين يدي كل قارئ للقرآن:
ـ أن يكون القارئ للقرآن الكريم علي وضوء لأن قراءة القرآن من أفضل الأعمال التي يتقرب بها الإنسان إلي خالقه, وهذا الوضوء إنما يكون علي سبيل الإستحباب.
ـ يستحب لقارئ القرآن الوجود في مكان نظيف طاهر تقديرا وإحتراما لمكانة كتاب الله.
ـ إلتزام الخشوع والهدوء والتحلي بالوقار عند القراءة, لأنه لا يقرأ كلاما عاديا لأي مخلوق, وإنما كلام الخالق سبحانه وتعالي.
ـ بدء القراءة بالإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم, ثم بالبسملة بأن يتبع الإستعاذة بقوله: بسم الله الرحمن الرحيم كما كان يفعل رسول الله صلي الله عليه وسلم.
ـ أن تكون القراءة سليمة, تتوافر فيها سلامة النطق, من حيث الغن والمد, والإخفاء والإدغام, وغير ذلك من أحكام القراءة الصحيحة, كما قال تعالي:.. ورتل القرآن ترتيلا والمراد بالترتيل هنا: إعطاء الحروف والكلمات والألفاظ حقها من أحكام التجويد.
ـ أن يتدبر القارئ للقرآن ما يقرأه, لأن هذا التدبر والإتعاظ هو المقصود الأعظم من القراءة يقول تعالي: كتاب أنزلناه إليك مباركا ليدبروا آياته وعليه أن يشغل قلبه بالتفكير في معني ما يقرأ ويتجاوب مع كل آية بمشاعره وعواطفه وعقله.
ـ التأثر والتفاعل مع كل آية يقرأها المسلم أو المسلمة, والنبي صلي الله عليه وسلم كان إذا قرأ آية فيها إستغفار إستغفر, وإذا قرأ آية فيها تسبيح سبح, وإذا قرأ آية فيها دعاء دعا, كما ذرفت عيناه بالدموع وهو يستمع إلي عبد الله بن مسعود وهو يتلو قوله تعالي: فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك علي هؤلاء شهيدا والتأثر يكون كذلك بآيات الوعد والوعيد في القرآن.
ـ تحسين الصوت بالقراءة ـ قدر المستطاع ـ ولكن بدون خروج عن أصول فن التجويد, أو إخراج الحروف والألفاظ عن مخارجها الصحيحة, وبدون تطريب أو تصنع, والنبي صلي الله عليه وسلم يقول:( زينوا القرآن بأصواتكم) وكانت من أسباب دخول بعض الناس في الإسلام إستماعهم إلي أبي بكر الصديق وهو يقرأ القرآن الكريم بصوت مؤثر جميل.