SAWA
الجنس : مساهماتى : 1645 العمر : 37 النقاط : 1256 معدل التقييم : 8 sms : >> لا اله الا الله محمداً رسول الله <<
| موضوع: كيف تستمر على طريق التوبة ؟! الثلاثاء 26 أكتوبر - 10:44:54 | |
| كيف تستمر على طريق التوبه ؟!
مفتاح التوبة
الحمد لله رب العالمين، وبعد:
هذه سبل وطرق معينة على الاستمرار في التوبة، بل هي مفتاح التوبة، فالزمها واحرص على تطبيقها، ومنها:
1 – الإخلاص لله _تبارك وتعالى_:
فهو أنفع الأدوية، فمتىأخلصتَ لله ـ جل وعلاـ، وصدَقْتَ في توبتك ـ أعانك الله عليها، ويسّرها لكـ وصَرف عنك الآفات التي تعترض طريقك، وتصدّك عن التوبة، من السوءوالفحشاء، قال تعالى في حق يوسف -عليه السلام-: "كَذَلِكَ لِنَصْرِفَعَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ"(يوسف: من الآية24). قال ابن القيم: "فالمؤمنالمخلص لله من أطيب الناس عيشاً، وأنعمهم بالاً، وأشرحهم صدراً، وأسرهمقلباً، وهذه جنة عاجلة قبل الجنة الآجلة"ا.هـ (1). فليكن مقصدك صحيحاً، وتوبتك صالحة نصوحاً.
2 – امتلاء القلب من محبة الله - تبارك وتعالى-:
إذ هي أعظم محركاتالقلوب، فالقلب إذا خلا من محبة الله "جل وعلا" تناوشته الأخطار، وتسلّطتعليه الشرور، فذهبت به كل مذهب، ومتى امتلأ القلب من محبة الله "جل وعلا"بسبب العلوم النافعة والأعمال الصالحة - كَمُل أنْسُه، وطاب نعيمه، وسلممن الشهوات، وهان عليه فعل الطاعات. فاملأ قلبك من محبة الله "تبارك وتعالى"، وبها يحيا قلبك.3 – المجاهدة لنفسك:
فمجاهدتك إياها عظيمةالنفع، كثيرة الجدوى، معينة على الإقصار عن الشر، دافعة إلى المبادرة إلىالخير، قال تعالى: "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْسُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ" (العنكبوت:69).
فإذا كابدت نفسك وألزمتهاالطاعة، ومنعتها عن المعصية، فلتُبشر بالخير، وسوف تُقبل عليك الخيرات،وتنهال عليك البركات، كل ما كان كريهاً عندك بالأمس صار عندك اليوممحبوباً، وكل ما كان بالأمس ثقيلاً، صار اليوم خفيفاً، واعلم أن مجاهدتكلنفسك، ليست مرة ولا مرتين، بل هي حتى الممات.
4 – قِصَر الأمل وتذكّر الآخرة:
فإذا تذكّرت قِصَرالدنيا، وسرعة زوالها، وأدركتَ أنها مزرعة للآخرة، وفرصة لكسب الأعمالالصالحة، وتذكّرت الجنة وما فيها من النعيم المقيم، والنار وما فيها منالعذاب الأليم، ابتعدتَ عن الاسترسال في الشهوات، وانبعثت إلى التوبةالنصوح ورصّعتها بالأعمال الصالحات.
5 – العلم:
إذ العلم نور يُستضاء به،بل يشغل صاحبه بكل خير، ويشغله عن كل شر، والناس في هذا مراتب، وكل بحسبهوما يناسبه، فاحرص على تعلم ما ينفعك ومن العلم أن تعلم وجوب التوبة، وماورد في فضلها، وشيئاً من أحكامها، ومن العلم أن تعلم عاقبة المعاصيوقبحها، ورذالتها، ودناءتها.
6 – الاشتغال بما ينفع وتجنّب الوحدة والفراغ:
فالفراغ عند الإنسانالسبب المباشر للانحراف، فإذا اشتغلتَ بما ينفعك في دينك ودنياك، قلَّتْبطالتك، ولم تجد فرصة للفساد والإفساد، ونفسك أيها الإنسان إن لم تشغلهابما ينفعها شغلتك بما يضرك.
7 – البعد عن المثيرات، وما يذكّر بالمعصية:
فكل ما من شأنه يثير فيكدواعي المعصية ونوازع الشر، ويحرّك فيك الغريزة لمزاولة الحرام، قولاًوعملاً، سواء سماعاً أو مشاهدة أو قراءة، ابتعد عنه، واقطع صلتك به،كالأشخاص بعامة، والأصدقاء بخاصة، وهكذا النساء الأجانب عنك، وهكذاالأماكن التي يكثر ارتيادها وتُضعف إيمانك، كالنوادي والاستراحاتوالمطاعم، وهكذا الابتعاد عن مجالس اللغو واللغط ، والابتعاد عن الفتن،وضبط النفس فيها، ومنه إخراج كل معصية تُبتَ منها، وعدم إبقائها معك، فيمنزلك أو عملك.
8 – مصاحبة الأخيار:
فإذا صاحبت خيّراً حيا قلبك، وانشرح صدرك، واستنار فكرك، وبصّرك بعيوبك، وأعانك على الطاعة، ودلّك على أهل الخير. وجليس الخير يذكرك بالله،ويحفظك في حضرتك ومغيبك، ويحافظ على سمعتك، واعلم أن مجالس الخير تغشاهاالرحمة وتحفّها الملائكة، وتتنزّل عليها السكينة، فاحرص على رفقة الطيبينالمستقيمين، ولا تعد عيناك عنهم، فإنهم أمناء.
9 – مجانبة الأشرار:
فاحذر رفيق السوء، فإنهيُفسد عليك دينك، ويخفي عنك عيوبك، يُحسّن لك القبيح، ويُقبّح لك الحسن،يجرّك إلى الرذيلة، ويباعدك من كل فضيلة، حتى يُجرّئك على فعل الموبقاتوالآثام، والصاحب ساحب، فقد يقودك إلى الفضيحة والخزي والعار، وليستالخطورة فقط في إيقاعك في التدخين أو الخمر أو المخدرات، بل الخطورة كلالخطورة في الأفكار المنحرفة والعقائد الضالة، فهذه أخطر وأشد من طغيانالشهوة؛ لأن زائغ العقيدة قد يستهين بشعائر الإسلام، ومحاسن الآداب، فهولا يتورع عن المناكر، ولا يُؤتمن على المصالح، بل يُلبس الحق بالباطل، فهوليس عضواً أشل، بل عضو مسموم يسري فساده كالهشيم في النار.
10 – النظر في العواقب:
فعندما تفكر في مقارفةسيئة، تأمّل عاقبة أمرك، واخشَ من سوء العاقبة فكما أنك تتلذذ بمقارفةالمنكر ساعة، ليكن في خَلَدك أنك سوف تتجرّع مرارات الأسى، ساعات وساعات،فجريمة الزنا، فضيحة وحَدّ، والحدّ إما تغريب أو قتل، وجريمة السرقة،عقوبة وقطع، وجريمة المسكر ويلات وجلد، وجريمة الإفساد، صلب أو قطع أوقتل، هذا في الدنيا، أما الآخرة فالله تعالى بالمرصاد، ولن يخلف الميعاد.
11 –هجر العوائد:
فينبغي لك أيها الصادق،ترك ما اعتدته من السكون إلى الدعة والراحة؛ لأنك إن أردت أن تصل إلىمطلوبك، فتحوّل عنها؛ لأنها من أعظم الحُجُب والمواقع التي تقف أمام العبدفي مواصلة سيره إلى ربه، وتعظم تلك العوائد حينما تُجعل بمنزلة الشرع أوالرسوم التي لا تُخالف. وكذلك يصنع أقوياء العزيمة، وأبطال التوبة، فكن منهم.
12 – هجر العلائق:
فكل شيء تعلّق به قلبكدون الله ورسوله من ملاذ الدنيا وشهواتها ورياساتها ومصاحبة الناس والتعلقبهم، والركون إليهم، وذلك على حساب دينك، اهجره واتركه، واستبدله بغيرذلك، وقوِّ علاقتك بربِّك، واجعله محبوبك، حتى يضعف تعلّق قلبك بغير الله"تعالى
". 13 – إصلاح الخواطر والأفكار:
إذ هي تجول وتصول في نفس الإنسان وتنازعه، فإن هي صلحت صلح قلبك، وإن هي فسدت فسد قلبك. واعلم أن أنفع الدواء لكأن تشغل نفسك بالفكر فيما يعنيك دون ما لا يعنيك، فالفكر فيم لا يعني بابكل شر، ومن فكّر فيما لا يعنيه فاته ما يعنيه واشتغل عن أنفع الأشياء لهبما لا منفعة لدينه. وإياك أن تمكِّن الشيطان من بيت أفكارك وخواطرك، فإن فعلتَ فإنه يُفسدها عليك فساداً يصعب تدراكه، فافهم ذلك جيداً.
14 – استحضار فوائد ترك المعاصي:
فكلما همّت نفسك باقترافمنكر أو مزاولة شر، تذكّر أنك إن أعرضتَ عنها واجتهدت في اجتنابها، ولمتقرب أسبابها، فسوف تنال قوة القلب، وراحة البدن، وطيب النفس، ونعيمالقلب، وانشراح الصدر، وقلة الهم والغم والحزن، وصلاح المعاش، ومحبةالخلق، وحفظ الجاه، وصون العرض، وبقاء المروءة، والمخرج من كل شيء مما ضاقعلى الفساق والفجار، وتيسير الرزق عليك من حيث لا تحتسب، وتيسير ما عَسُرعلى أرباب الفسوق والمعاصي، وتسهيل الطاعات عليك، وتيسير العلم، فضلاً أنتسمع الثناء الحسن من الناس، وكثرة الدعاء لك، والحلاوة التي يكتسبهاوجهك، والمهابة التي تُلقى لك في قلوب الناس، وسرعة إجابة دعائك، وزوالالوحشة التي بينك وبين الله، وقرب الملائكة منك، وبُعد شياطين الإنس والجنمنك، هذا في الدنيا، أما الآخرة فإذا مِتَّ تلقتك الملائكة بالبشرى من ربكبالجنة، وأنه لا خوف عليك ولا حزن، تنتقل من سجن الدنيا وضيقها إلى روضةمن رياض الجنة، تنعم فيها إلى يوم القيامة، فإذا كان يوم القيامة وكانالناس في الحر والعَرَق، كنتَ في ظل العرش، فإذا انصرفوا من بين يدي الله- تبارك وتعالى-، أخذ الله بك ذات اليمين مع أوليائه المتقين، وحزبهالمفلحين و"ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُوالْفَضْلِ الْعَظِيمِ" (الجمعة:4).
إنك إن استحضرت ذلك كله، فأيقن بالخلاص من الولوغ في مستنقع الرذيلة.
15 – استحضار أضرار الذنوب والمعاصي:
فكلما أردتَ مزاولةالحرام، ذكِّر نفسك أنك إن فعلت شيئاً من ذلك فسوف تُحرم من العلم والرزق،وسوف تَلقى وحشة في قلبك بينك وبين ربك، وبينك وبين الناس، وأن المعصيةتلو المعصية تجلب لك تعسير الأمور، وسواد الوجه، ووهن البدن، وحرمانالطاعة، وتقصير العمر، ومحق بركته، وأنها سبب رئيس لظلمة القلب، وضيقه،وحزنه، وألمه، وانحصاره، وشدة قلقه، واضطرابه، وتمزّق شمله، وضعفه عنمقاومة عدوه، وتعرِّيه من زينته.
استحضر أنّ المعصية تورثالذل، وتفسد العقل، وتقوي إرادة المعصية، وتضعف إرادة التوبة، وتزرعأمثالها، وتدخلك تحت اللعنة، وتحرمك من دعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم-ودعوة المؤمنين، ودعوة الملائكة، بل هي سبب لهوانك على الله، وتُضعف سيركإلى الله والدار الآخرة، واعلم أن المعصية تطفئ نار الغيرة من قلبك، وتذهببالحياء، وتضعف في قلبك تعظيم ربك، وتستدعي نسيان الله لك، وأن شؤمالمعصية لا يقتصر عليك، بل يعود على غيرك من الناس والدواب.
استحضر أنك إن كنت مصاحباً للمعصية، فالله يُنزل الرعب في قلبك، ويزيل أمنك، وتُبدَّل به مخافة، فلا ترى نفسك إلا خائفاً مرعوباً. تذكّر ذلك جيداً قبل اقترافك للسيئة.
16– الحياء:
إذ الحياءكله خير، والحياء لا يأتي إلا بخير، فمتى انقبضت نفسك عما تُذم عليه،وارتدعت عما تنزع إليه من القبائح، فاعلم أنك سوف تفعل الجميل تلو الجميل،وتترك القبيح تلو القبيح، وحياءٌ مثل هذا هو أصل العقل، وبذر الخير،وأعظمه أن تستحي من ربك - تبارك وتعالى- بأن تمتثل أوامره وتجتنب نواهيه،فإنك متى علمتَ بنظر الله إليك، وأنك بمرأى ومسمع منه، استحييت أن تتعرّضلمساخطه، قولاً وعملاً واعتقاداً.
ومن الحياء المحمود، الحياء من الناس، بترك المجاهرة بالقبيح أمامهم. ومن الحياء المحمود، الحياء بألا ترضى لنفسك بمراتب الدون. احرصدائماً على تذكر الآثار الطيبة للحياء، وطالع أخلاق الكُمَّل، واستحضرمراقبة الله – تعالى- ، عندها سوف تمتلك الحياء، فتقترب من الكمال،وتتباعد عن النقائص.
17 – تزكية النفس:
طهِّرنفسك وأصلحها بالعمل الصالح والعلم النافع، وافعل المأمورات واتركالمحظورات، وأنتَ إذا قمتَ بطاعةٍ ما، فإنما هي صورة من صور انتصارك علىنفسك، وتحرّرك من قويدها، وهكذا كلما كسرتَ قيداً، كلما تقدمت خطوة،والخير دائماً يلد الخير، واعلم أن شرف النفس وزكائها، يقود إلى التساميوالعفة.
18 – الدعاء:
فهو من أعظم الأسباب، وأنفع الأدوية، بل الدعاء عدو البلاء، يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله، ويرفعه، أو يُخفِّفه إذا نَزَل. ومن أعظم ما يُسأل، ويُدعى به سؤال الله التوبة.
ادع الله - تبارك وتعالى- أن يمن عليك بالتوبة النصوح. ادع الله - تبارك وتعالى- أن يُجدِّد الإيمان في قلبك. أسأل الله - جل وعلا- لك التوفيق والسداد، وأن يُصلح شأنك، ويغفر ذنبك، والله يتولانا وإياك، وبالله التوفيق،
| |
|
المنـســــــــــي
الجنس : مساهماتى : 4932 النقاط : 5793 معدل التقييم : 71 الأوسمة :
sms :
| |
SAWA
الجنس : مساهماتى : 1645 العمر : 37 النقاط : 1256 معدل التقييم : 8 sms : >> لا اله الا الله محمداً رسول الله <<
| موضوع: رد: كيف تستمر على طريق التوبة ؟! السبت 6 نوفمبر - 13:39:50 | |
| - آلمًًنْْسـِِّadminـِّـى كتب:
فتح الله لك أبواب الجنة و أدخلك إليها من غير حساب جزاك الله كل خير ونفع بك امته الاسلاميه وجعل الله ما قدمته في ميزان حسناتك بارك الله فيك وانار الله دربك وقلبك بنورالهدى
اخي الكريم / المنســـــــــــي جزاكم الله خيراً على المرور والدعاء
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
نسأل الله ان يرزقنا الفردوس الاعــلى
| |
|