المقدمـــــة :
من المعروف أن القرن الحادي والعشرين يرتكز بالدرجة الأولى على ثلاثة ركائز أساسية هي المادة , الطاقة , المعلومات, ومن المتوقع أن تحتل المعلومات المرتبة الثانية وتصبح الطاقة في المرتبة الثالثة. نلاحظ أن العالم ما زال غير مستقر ولا متوازن بهذه الركائز الثلاثة وهو بأمس الحاجة إلى ركيزة رابعة تمثل القيم لتعيد له استقراره وتوازنه . لا نستطيع أن نتصور وجود للكون بدون طاقة ولا تطوراً بدونها والطاقة موجودة في المادة سواءً أكانت هذه المادة جامدة أو حية, إذ أن المواد الجامدة لا يمكن أن تمارس أي نشاط أو فعالية فيزيائية أو كيميائية أو بيولوجية إذا لم تمتلك الطاقة . بل نستطيع القول مجازاً إن حياة المواد الجامدة مرتبط بشكل وثيق بالطاقة وتموت عندمـا تفقد معظـم طاقتها ,كما يحدث ذلك للنجوم والمجرات .
يعتبر الجيولوجيون النفط والغاز مادتين معدنيتين لأنهما كالفحم جزء من القشرة الأرضية, والحقيقة أنهما يتألفان من المواد الهدروجين والفحم. ليست المواد الهدر وفحمية سوى طاقة شمسية مختزنة عبر ملايين السنين حيث يتم تركيب المادة العضوية فيها بامتصاص النباتات الحية للطاقة الشمسية في عملية التركيب الضوئي. إذ كانت أعداد كبيرة هائلة منذ ملايين السنين من النباتات والحيوانات الصغيرة تقتات على هذه النباتات وتعيش في البحار, وعندما تموت تسقط أجسامها إلى القاعات ,ونظراً لضعف تواجد الأوكسجين في أعماق البحار والمحيطات, فإن البكتريا لا يكون لها الأوكسجين الكافي لتحليل المواد العضوية, مما يؤدي إلى تحول القسم الكبير منها إلى مواد هدر وفحمية, ولا سيما في الأعماق السحيقة, حيث الضغط شديد والحرارة كافية لهذا التحول.